الاستفزاز أحد أكثر الأشياء التي تزعجك في التعامل مع الآخرين، قد تستمر في تلقي هذه الذبذبات غير المريحة مِنْ بعض مَنْ هم حولك.. وما أكثرهم! من الشخصيات السامة المستفِزة في العمل والشارع وحتى في المنزل.. لذا نقدم لك المقال لمساعدتك على إيجاد أفضل الطرق للتعامل مع الاستفزاز والرد على المستفزين بهدوء.

الشخصية المستفزة

تعمل الشخصية المستفزة على إزعاج الأشخاص من حولها، وغالباً ما يكون الأشخاص غير مرتاحين عند تواجدهم مع شخص مستفز، ويواجهون صعوبات كبيرة في التعامل معه وفي فهمه، ويمتلك صاحب الشخصية المستفزة الكثير من السلوكيات والعادات المؤذية والمزعجة للآخرين.

التعامل مع الشخصية المستفزة

قد يضطر الشخص أحياناً للتعامُل مع أحد الشخصيات المستفزة، ويوجد بعض الطرق والخطوات التي يمكن فعلها حتى يستطيع التعامل معه بسهولة وسلاسة دون أن ينزعج منه، ومنها:

  1. الاستماع:  تنشأ الكثير من النزاعات بين الأفراد بسبب سوء الفهم، ولذلك يجب على الشخص التأكّد من استماعه وفَهمه لكل ما يقوله الشخص الآخر، وأن يسألَه ويطلب منه التوضيح عند الحاجة؛ لأن عدم التركيز والاستماع الجيّد للشخص الآخر يؤدي لسوء الفهم الذي يحتاج للتوضيح وبالتالي قضاء المزيد من الوقت مع الشخص المستفز والمزعج، كما ويجب على الشخص التأكّد من معرفة ما يريده الشخص الآخر من خلال تكرار كلامه عليه والتأكُّد أن هذا هو ما يقصده، ومنحه الفرصة لتصحيح أي أفكار خاطئة تم فهمها؛ لتجنّب خوض الحوارات الطويلة معه.
  2. الهدوء : يفضل أن يحافظ الشخص على الهدوء الكامل أثناء تحدثه مع الشخص المستفز، ومن الأفضل عدم الإشارة إلى أخطائِه أو محاولة تصحيحها ما لم يكن له تأثير بشكل مباشر عليه؛ لتجنُّب خوض نقاش لا جدوى منه معه، وعند تصرّفه بعدوانيّة وغضب فمن الأفضل التزام الصمت وعدم التحدث إليه حتى يتمالك أعصابه ويسيطر على نفسه.
  3. الوضوح: يجب على الشخص أن يضع حدود واضحة في علاقته مع الشخص المستفز، وأيضاً توضيح طبيعة العلاقة التي تربطه فيه؛ فمن غير الضروري أن يكون قريباً منه ما لم يرغب بذلك، وفي حال طلب منه المُساعدة والعون وكان لا يستطيع تقديمها أو لا تُناسبه؛ فيجب عليه أن يكون واضحاً ويرفض تقديم المساعدة بأدب ومن دون أن يكون لئيماً معه أو يجرح مشاعره، ومن الأفضل أن لا يتعامل معه إلّا لو كان سيعود عليه بفائدة ما بحياته؛ كأن يقوما بعمل مهم معاً أو في حال كان يريد أن يعلمه مهارة جديدة، وغير ذلك فهو ليس مُضطراً للتواجد معه فيما لو كان يستفزه ويستهلك من طاقته.
  4. عدم إصدار الأحكام: تجنُّب إصدار الأحكام بشكل مسبق عليه أو القول أنّه مستفز ومزعج قبل التعرّف عليه بشكل جيد ومعرفة ظروف حياته، فمن المُمكن أن يكون تصرُّفه بهذه الطريقة ناتج عن أمور خاصة تحدث في حياته.
  5. الاحترام : يفضل معاملة الشخص المستفز باحترام وتقدير، وفي حالة تصرّفه بطريقة غير مقبولة فمن الأفضل عدم الطلب منه الهدوء والتصرُّف بطريقة مختلفة؛ بل منحه المساحة حتى يهدأ ومن ثم سؤاله عن سبب تصرّفه بهذا الشكل وإذا كان يحتاج أي مُساعدة، ويُفضّل عدم الابتسام بوجهه في هذه الأوقات حتى لا يفهمها على أنّها سُخرية منه وتقليل من احترامه؛ لأن عكس ذلك لن يساعد على حل المشاكل بل سيزيد منها.
  6. تقليل التعامل معه: تجنُّب التواجد بالقرب من الشخص المستفز أو التعامُل معه بشكل شخصيّ ومباشر قدر الإمكان؛ لتجنُّب الإزعاج والاستفزاز الذي قد يسببه، والابتعاد عن المكان الموجود به في حال وجود شيء مهم يجب فعله وقد يُعيق تواجده إتمام هذا الفعل، ومن الطُرّق الفعّالة لتقليل التعامُل معه هي التظاهر بالانشغال أثناء وجوده بأسلوب لطيف بعيد عن اللؤم حتى لا تُجرح مشاعره أو تتأذى، ومحاولة الابتعاد عن أماكن الالتقاء معه لتجنُّب مواجهته والاضطرار للتحدّث معه والتعامُل معه

في ختام المقال نقول أن الذكاء العاطفي يساعدك في إدارة علاقاتك بهدوء، وبينما لا يمكنك التحكم بسلوك شخص آخر، فأنت تستطيع التحكم في ردود أفعالك على محاولات الآخرين لاستفزازك، تذكر التنفس بعمق للحظات قبل الردّ أو اختيار اللامبالاة على أي موقف استفزازي تتعرض له ودمتم في حفظ الله.