قصة الخيزران اليابانية التي تعلمنا التغلب على محنة الحياة ، هناك الكثير من المواقف التي يعشيها الإنسان مما تجعل حياته في دائرة تدور ما بين مشاعر مختلطة من فرح وسعادة أو حزن وألم، كثيراً من نجد أن أنفسنا في السماء وفي وقت آخر نجد أنفسنا في سابع أرض، تتناوب علينا الحياة بهذه المشاعر المختلفة والمتغير بين الوقت والآخر، لتصنع منا شخصاً آخر أحياناً كثيرة نحن أنفسنا لا نعرفه.

قصة الخيزران اليابانية التي تعلمنا التغلب على محنة الحياة:

بعض اللحظات الصعبة التي نمر بها ونعاني منها تشعرنا نشعر بأننا وصلنا إلي نهاية الطريق، كأننا في نفق مظلم لا مخرج له، ونشعر بأننا فقدنا كل شيء وتصبح الحياة في نظرنا مستحيلة وصعبة، وأن الأمور أصبحت غير سهلة وتسير علي عكس ما نتمنى وما نريد، وذلك يجعلنا نيأس، ولكن الأمر في حقيقته يتطلب إصرار وقوة للمواصلة وعد الاستسلام لكي نواجه كافة الأزمات التي نمر بها، ولذلك هناك الكثير من القصص التي تعلمنا دروساً في التحمل والإصرار والمواصلة وعدم الاستسلام.

تاريخ الخيزران في اليابان:

في مرة من المرات هناك مزارعان يسيران في الشوق وقاموا بشراء بعض البذور التي لن يعرفوا ماذا تكون، وسئلوا البائع عن نوع هذه البذور، ولكن البائع تحفظ عن الإجابة وأخبرهم أنهم إذا وفروا الماء والسماد لهذه البذور فإنهم سيحصلون علي هذا الزرع ويكتشفون ماذا يكون بعد أن ينمو ويكبر، وقاما المزارعان بالفعل بشراء هذه البذور وذلك بعد أن اقتنعا بكلام البائع، وقام المزارعان بزراعة البذور والتي لم تنضج ولم تكبر مثل مثيلاتها من النباتات الأخرى، واعتقد أحد البائعين أن البذور كانت مجرد عملية احتيال من قبل البائع، وبعدها بفترة أهمل المزارع زراعة البذور ولم يولي لها أي أهمية تذكر، أما المزارع الآخر فقد أصر علي زراعتها ووضع السماد لها والعناية بها وفق ما قاله البائع لهما، وقد كان الأمر مشابهاً لبعض الوقت ولم تنمو البذور ولكن المزارع كان مصراً علي الاعتناء بالبذور والاستمرار في تسميدها، إلي أن بدأت البذور تنمو ويظهر الخيزران منها، وفي ستة أسابيع بدا ارتفاع الخيزران يصل إلي ثلاثون متر والسبب في الفترة الطويلة التي احتاجها الخيزران للنمو هو أنه يحتاج لوقت كبيرة في داخل التربة حتي يكون ذا نظام قوي ومتين وموحد ومفصل من الداخل والخارج، ولذلك يعتبر هذا النبات من النباتات القوية التي يضرب الأمثلة بها بالقوة والمتانة.

الدروس المستفادة من نبات الخيزران:

  • المرونة والحزم: فعلي الإنسان في بعض الأحيان أن يكون مرناً في التعامل والبعض الآخر أن يكون حازماً في اتخاذ قراراته.
  • التواضع والقدرة علي التكيف: التكيف مع الواقع وأن لا ننكسر من العواصف التي تمر بها حياتنا وأن نتأقلم مع ما نمر به.
  • واحد مع الكل: رغم خفة ورقة الخيزران إلا أنه يبقي منتصب وثابت وقوي في مواجهة كافة الأحوال التي يمر بها.
  • الحفاظ علي الجوهر الداخلي: أن نبقي خفيفين من الداخل وأن لا نثق قلوبنا بما يؤذيها.
  • تسعي لتنهض: أنه مهما تعرضنا لانكسارات في حياتنا نسعي لأن تبقي رؤوسنا مرفوعة.
  • كن بسيطاً: أن نكون بسطاء مثل الخيزران الذي لا يحتوي علي فروع مورقة وجذوع ضخمة، فهو يعلمنا أننا لسنا بحاجة لشيء حتي نكون سعداء.

وبهذا نصل إلي قناعة جميلة ومميزة، أنه من الجميل أن نأخذ شيئا نمتثل به وبصفاته مثل الخيزران لكي نجعله مثلا للاصرار والقوة في حياتنا.