سبب عتاب قوم المقنع الكندي له،وهو من شعراء العصر الأموي ، من قبيلة كندة اليمنية بجنوب الجزيرة العربية ،و يتميز شعره باعتدال الأسلوب وانتقاء الكلمات والمفردات الشعرية بعناية كبيرة للغاية و تعبر عن قدرته على صياغة الشعر ومكانته المرموقة بين الشعراء العرب، ومن خلال المقال التالي سنتعرف من هو المقنع الكندي و ما هو سبب عتاب قومه له.

من هو المقنع الكندي

هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي ، وهو من شعراء العصر الأموي من قبيلة كندة اليمنية بجنوب الجزيرة العربية، و قيل أنه يلقب بالمقنع لأنه كان أحسن و أجمل الناس في الوجه ، وأكثرهم قامة وأكثرهم كمالاً في الشخصية،وإذا انكشف الحجاب عن وجهه ، أصابته العين و يصاب بالمرض ،فما كان يمشي الا وهو مرتديا قناعا فقط ، وكان وجهه مغطى بقناع خوفا من العين.

وقيل أيضا أن المقنع هو الذي لبس سلاحه ، وهو عاصر عبد الملك بن مروان وأثنى عليه ، وكان له مكانة عظيمة وشرف عند عشيرته،و يتميز شعره باعتدال الأسلوب واختيار الكلمات والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعبر عن قدرته على صياغة الشعر ومكانته المرموقة بين الشعراء العرب.

كان كريم بماله حتى نفد مال والده ،فقام أبناء عمومته بالاستعلاء عليه بمالهم وشرفهم وأعادوه لما خطب ابنتهم ، ووبخه على هدر ماله وفقره ودينه .

رد على قومه عندما عاتبوه على إنفاقه الكثر و استعير المقنع في سبيلهم قصيدة شهيرة معروفة بدالية الكندي و مات المقنع عام 689 م.

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

وسبب عتاب قوم المقنع الكندي له بسبب فقره وديونه و كان كريمًا و سخيًا، حيث قام بإنفاق كل ما تركه والده ، وأصبح فقيرًا ومديونًا.

نشأ المقنع الكندي في بيت عزة وعلو و جده عمير سيد كندة ومن بعده والده ظفر و كبر المقنع كريمًا و سخيًا، لا يرد للمتسول من قومه ، بل يلبي احتياجات فقرائهم ، وينفق أمواله في أعمال الخير التي ترفع مكانة قومه ، حتى أنفق كل ما لديه وما ترك والده ، فأصبح فقيرا مديون، ووقع في حب ابنة عمه ، فتقدم لخطبتها و طلبها من إخوتها، و أعادوه ووبخوه على فقره وما عليه من دين ، و أتت قصيدته الدالية التي ارتبطت بهذه الحكاية التي تعبر عن جوانب الخير التي أنفق فيها ماله في إشباع حاجاتهم ، وتوجيه اللوم لهم على فقره، ولكن مع كل هذا في نهاية قصيدته يقارن شعبه بين الأقوام بالربيع بين الفصول.

اقرأ أيضاً : أي مما يلي يعتبر من الثدييات الكيسية

شعر المقنع الكندي

لعبت البيئة دورًا هامًا في ظهور الشاعر المقنع ، ويتميز شعر المقنع الكندي بما يلي:

  • ويتسم شعره بالفصاحة والبلاغة والجمال والحكمة.
  • و كان مميز باختلافه في كتاباته ، مثل كتاباته عن الكبرياء والحماس و في الغزل.
  • يتميز باستعماله الشعر للرد على من يلومه أو من يسيء الظن فيه.

قصيدة المقنع الكندي

و كان رد المقنع على قومه عندما قام بعتابه على إنفاقه الكبير والاستدانة بالأبيات الآتية:

يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَــا
دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة
وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا
ثُغُورَ حُقُوقٍ مَا أَطَاقُـوا لَهَا سَدَّا
فَمَا زَادَنِي الْإِقْتَارُ مِنْهُمْ تَقَرُّبًا
وَلا زَادَنِي فَضْــلُ الْغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا
وَفِي جَفْنَةٍ مَا يُغْلَقُ الْبَـابُ دُونَهَـا
مُكَلَّلَـةً لَحْمًا مُدَفَّقَـةً ثَــرْدًا
وَفِي فَرَسٍ نَهْدٍ عَتِيـقٍ جَعَلْتُــهُ
حِجَابًا لِبَيْتِي، ثُمَّ أَخْدَمْتُهُ عَبْــدا
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِـــي
وبَيْنَ بَنِــي عَمِّـي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا
أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُــمُ
دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا
فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومهُمْ
وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا
وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبَي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ
وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رَشْدًا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ
دَعوني إِلى نَصرٍ أَتَيتُهُمُ شَدّا
وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي
زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا
وَإِن هَبطوا غـــوراً لِأَمرٍ يَســؤني
طَلَعــتُ لَهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجــدا
فَإِن قَدحوا لي نارَ زنــــدٍ يَشينُني
قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَنـدا
وَإِن بادَهونـي بِالعَـــداوَةِ لَم أَكُــن
أَبادُهُمُ إِلّا بِما يَنـــعَت الرُشـــدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً
وَصَلتُ لَهُـم مُنّي المَحَبَّــةِ وَالوُدّا
وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ
وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا
فَذلِكَ دَأبي فـــي الحَياةِ وَدَأبُهُم
سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِــي غِنًى
وَإِنْ قَلَّ مَــالِي لَــمْ أُكَلِّفْــهُمُ رِفْـدَا
وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًـ
وَمَا شِيمَةٌ لِي غَيْرَهَا تُشْبِهُ الْعَبْدَا
عَلَى أَنَّ قَوْمِي مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ
كَشَيْبِهُمُ شَـيْبًا وَلاَ مُرْدِهِمْ مُرْدَا
بِفَضْلٍ وَأَحْلاَمٍ وَجُودٍ وسُــؤْدُدٍ
وَقَــوْمِي رَبِيعٌ فِي الزَّمَانِ إِذَا اشْتَــدَّا

الى هنا نصل لنهاية مقالنا الذي تتطرقنا فيه سبب عتاب قوم المقنع الكندي له،وتعرفنا من هو المقنع الكندي، و شعر المقنع الكندي، و قصيدة المقنع الكندي.