دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على هذا الموضوع ونوضح هل للأصحاب أثر سيء على أصدقائهم أم أنّ الصحبة بجميع أشكالها إيجابية، فالإنسان اجتماعي بطبيعته ولا يستطيع العيش لوحده دون وجود شخص مقرب منه في العمر والاهتمامات يتحدّث معه ويُشاركه مشاعره وأحداثه، وسنتطرق في هذا الموضوع إلى دور الصحبة الصالحة وأثرها على الفرد كل هذا في موقع الجنينة.

تعريف الشخصية والسلوك

يتم تعريف الشخصية في علم التربية بأنها: “نظام كامل يتكون من عدد من الخصائص البدنية والوجدانية والنزوعية والإدراكية التي تحدد هوية الفرد وتُمَيزه عن غيره من الأفراد تمييزًا بيِّنًا، وكما تبدو للناس أثناء التعامل اليومي الذي تتطلبه الحياة الاجتماعية”، وتُعرّف أيضًا بأنّها: “تكامل الصفات الجسدية والخُلقية الفريدة لشخص ما بما في ذلك بنيته الجسدية وسلوكه، واهتمامه ومواقفه وإمكانياته وكفاءاته”، فالشخصية يمكن تعريفها بأنها عدد من الصفات والخصائص التي تكون موروثة لدى الإنسان أو أنّه قد اكتسبها بنفسه.

أمّا السلوك فيُعرف بأنه: “أي فعل يستجيب به الكائن الحي لموقف ما استجابة واضحة للعيان، وتكون هذه الاستجابة عضلية أو عقلية أو كلاهما معًا، وتأتي هذه الاستجابة بناءً على تجربة سابقة، كما أن السلوك قد يكون فطري أو مكتسب”، فالسلوك هو مجموعة سلوكيات الإنسان القولية أو الفعلية، ويمكن أن تكون هذه السلوكيات تلقائية أو رد فعل لشيء معيّن، وبهذا يتضح أنّ السلوك هو جزء من الشخصية التي تتضمن جميع جوانب شخصية الإنسان بما فيها سلوكه.

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي

هناك أنواع من السلوك الشخصي فمنه ما هو سلوك فطري وموروث ومنه ما هو مكتسب، فكون الفرد يكتسب تصرفات وطباع من محيطه الخارجي ويتأثر بالأشخاص من حوله ويتطوّر عند مروره بتجارب معيّنة يبين أهمية دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي، فالصحبة هي رابطة تنشأ بين اثنين من الأشخاص أو أكثر، يتشارك من خلالها الأصحاب ويفعلون أفعال مشتركة سواء كانت هذه التصرفات جيّدة أم لا، ومن صفات الصحبة أنّ الأصدقاء يرغبون بدوام الصداقة واستمرارها، وهذه فطرة بشرية فالتواصل مع الآخرين من طبيعة الكائن الحي وفطرته.

وقد أثبتت التجارب السابقة والأمثال والحكايات الشعبية على مدى تأثير الصحبة على الإنسان، وقد زخرت الأمثال الشعبية بأثر الصحبة على الشخص، ومن هذه الأمثال: “الصاحب ساحب”، أي يجعلك تتبعه في تصرفاته وسلوكه، وهذا ينطبق على الخير والشر، كما ورد في النصوص الشرعية على ضرورة توخي الحذر في اختيار الصديق، كما بينت خطورة صديق السوء، وفيما يأتي نتحدث حول دور الصحبة في تحديد السلوك الشخصي على الصعيدين الإيجابي والسلبي:

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي الإيجابي

إنّ الصديق الجيّد له دور إيجابي وجيد على صاحبه، ولا يرتبط هذا التأثير بكثرة النصائح والمواعظ فالإنسان بطبعه يمل من كثرة الانتقادات والتوجيهات ولا يرغب في تطبيقها، ولكنّ تأثير الصاحب على صاحبه تنعكس في صفاته وتصرفّاته الشخصية، فالكثير من الطلّاب يتحسّن مستواهم التعليمي عندما يصبح لديهم صحبة جيدة في المدرسة أو الجامعة، والصاحب الجيّد يوجه صاحبه للأخلاق الحسنة ويحثّه على التخلّق بها بشكل غير مباشر، ومن هذه الأخلاق  الأدب مع الناس، وكذلك الأمر بالنسبة للصاحب صاحب الدين الخلوق ذو الطبع اللّين والتعامل اللطيف، وهذا ينطبق على كافة صفات الإنسان وسلوكياته الحسنة التي قد ينقلها لغيره أو يكتسبها من الآخرين.

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي السلبي

بالرغم من التأثير الإيجابي للأصدقاء فإنّ لهم أيضًا تأثيرًا سيئاً خطيرًا، بل إن التأثير السلبي للصحبة قد يكون أظهر وأوضح في الكثير من التجارب، وذلك لأنّ رفقاء السوء لا يكتفون بفعل السلوكيات السيئة وإنّما يحسّنها في نظر صاحبه ويحثّه عليها، حتّى يتشاركان فيها ولا يشعر أي منهما بأفضلية عن الآخر، وهنا يجب الحذر والانتباه، خاصة وأنّ هذا التأثير يأتي بشكل تدريجي فالكثير من الأشخاص قد أصبحوا مدمني مخدرات وشرب الكحول نتيجة لتأثرّهم بأصحابهم، كما نرى أيضًا كثير من الاشخاص كانوا من الأوائل إلا أنهم تراجعوا وتدنّت مستوياتهم بسبب أصدقاء السوء، كما أنّ الصديق قد يتسبب بنقل سلوكيات سيئة وسلبية لصاحبه دون قصد ككثرة التذمّر والكسل والعشوائية وغير ذلك وبهذا يتضح أهمية دور الصحبة في تحديد السلوك الشخصي.

فوائد الصحبة الصالحة

للصحبة الصالحة والصديق الطيّب أثرٌ عظيم على الشخص، وكم من قصة ذكرت فضل الصديق الصالح وبيّنت تحسن أحوال البعض من مهاوي السوء إلى طريق الالتزام والأخلاق الفاضلة، وفيما يلي نسرد بعض من فوائد الصحبة والصداقة الصالحة:

  • الصديق الصالح يحرص على إرشاد صديقه إلى الحق ويدلّه على طريق الخير.
  • الرفيق الصالح يحرص على تقويم اعوجاج صديقه وتحسين سلوكه السيء وطباعه السلبية.
  • الرفيق الصالح يُحذّر صديقه من ترّدي سلوكياته وأخلاقه.

إلى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب موقع الجنينة يتمنى لكم التوفيق في كل الامور.