هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم، من الأمور التي تقلق الأبناء هو أنهم عندما يقوموا سيئة هل يكون عقابهم الله عز وجل لهم، في الحياة عن طريق أبنائهم الذين قد يصابوا بأمور سيئة كالسجن أو المرض، الذي قد يصل للموت ويعتبر الكثير أكبر رادع للآباء عن معصية الله تعالى، ولكي نعرف ذلك هل هو صحيح أما لا، من خلال مقالنا عن هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم عبر موقعنا الجنينة.

 هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم

يوجد الكثير من الآراء المتباينة في هذا الموضوع مثل:

يعتمد أصحاب هذا الرأي على القاعدة الشرعية بقوله تعالى أنه لا يؤاخذ أحد من عباده بجريرة غيره، فالله تعالي لا يعاقب أحد بذنب أحد وهكذا لا يمكن أن يعاقب الأبناء بسبب أخطاء آبائهم، والدليل على كلامه هو قوله    تعالي (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، وكذلك الحديث الشريف: روى سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه أنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده”.

يرى أصحب الرأي الثاني أن صلاح حال الآباء بالدنيا سيعود على الأبناء بالخير والمنفعة والعكس صحيح، بأن فساد أحوالهم الدنيوية والدينية يكون سبب البلاء الذي تعرض بالدنيا، والدليل على كلامه هو قول تعالي (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، وأشهر الأدلة على هذا الرأي هو ما ذكر في سورة الكهف عن الغلامين، بقوله تعالي {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}، وأيضا الحديث القدسي الشريف: روى أحمد عن وهب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال (أنى إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عُصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد).

ما هو رد أصحاب الرأي الثاني على استناد أصحاب الرأي الأول

قام أصحاب الرأي الثاني بالرد على أصحاب الرأي الأول الذين استدلوا على رأيهم بقوله تعالي {ولا تزر وازرة وزر أخرى} فهذا الدليل أن الله عز وجل لا يعاقب الأبناء بسبب أعمال أباءهم، فيوم القيامة يحاسب كل انسان على أعمالهم، وأيضا في الأمور الدنيوية قد يعاقب البريء بسبب خطأ ارتكبه غيره عند حصول عقاب عام، كالزلال والخسف والدليل على ذلك هو الحديث الشريف:

في قول النبي عليه السلام ” يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على قدر نياتهم”، وكذلك كراهية الناس للآباء بفعل سوء طباعهم التي يرثها الأبناء فيبتعدوا عنهم الناس، حتى ولو كانوا صالحين لكنهم سيحصلون علي العوض بالآخرة، وأيضا النبي صل الله عليه وسلم قال (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)، بهدف اختيار الزوج والزوج المناسبة وهكذا يكون صلاح الأبناء.

اقرأ أيضا: كيف تكون الام قدوه لابنائها في سلوكها

ما يزرعه الآباء يحصده الأبناء

يتوجب على الآباء الانتباه الى طريقة تربيتهم لأبنائهم لأنهم يعتبر أهم استثمار في حياتهم، هو تربية أبنائهم بأفضل شكل وتنشئتهم بشكل صحيح، وأيضا نجد الكثير من الآباء يكسروا كل حياتهم من أجل العمل ولا يهتموا بأبنائهم، الذين يقضوا أوقاتهم بأمور فاسدة دون وجود أي اهتمام من والديه الى أن يكبر وينحرفوا ويدخلوا بأمور سيئة، قد تكون السبب الرئيسي في ضياع حياتهم وهنا ينتبه الآباء لأبنائهم، ويحاولون تصليح ما يمكنهم تصليحه.

هل يأثم الوالدان إذا ارتكب أولادهما المعاصي

يتوجب على الوالدين أن يحسنوا تربية الأبناء وإن لم يفعلوا ذلك يكونوا مسؤولين عن ذلك، كما قال النبي عليه السلام (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ)، وهكذا نستنج أن الوالدان يحاسوا على معصية أبنائهما إن ساعدوهم على المعصية أو وافقا عليها، وفي نفس السياق يجب على الأبناء الابتعاد عن المعاصي والاقتراب من الله تعالي.

وفي نهاية المطاف نكون وصلنا الى ختام مقالنا عن هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم، الذي انقسم الى فمسمين بين مؤيد ومعارض لمعاقبة الله للوالدين بأطفالهم.